من منكم تسائل عن سر البطاقة الحمراء والبطاقة الصفراء في عالم كرة القدم
ما السر وراء هذه البطاقات
وما هي اسباب وضعها ......
السبب الرئيسي :
في احدى المباريات الدولية اعطى الحكم لاحد اللاعبين الاسبان انذارا وقد كان سابقا يعطى بالكلام وكان الحكم يجيد الانجليزية فقال للاعب الانذار باللغة ذاتها ولم يفهم اللاعب, فجاءت لعبة كان يستحق عليها الطرد فقال له الطرد وأمره بالخروج الى خارج الملعب بيده ولكن جميع الاسبان احتجوا على أساس ان اللاعب لايعرف الانجليزية وبالفعل اجتمع الاتحاد الدولي بعد هذه الحادثة وأقر خطا حكم المباراة.
فاضطر الاتحاد للتفكير واكن الحل على يد السير ستانلي رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السابق فقرر استخدام البطاقات الاحمر للطرد والاصفر للانذار.
البداية:
جاءت بداية وتطبيق هذه التجربة في عام1968 وبالتحديد في دورة الالعاب الاولمبية في المكسيك وحققت نجاحا كبيرا جدا خصوصا ان العملية لم تستغرق سوى وقتا قليلاً وعلى ذلك اجتمع الاتحاد الدولي بتاريخ 20 سبتمبر من عام 1969 وقرر استخدام البطاقات في جميع المسابقات العالمية.
حالة اسثنائية:
بالرغم من ان العالم كله بدأ بتطبيق هذا النظام الا ان الاتحاد الدولي الانجليزي له وجهة نظره الخاصة ولكن وبعد محاولات تم استخدام النظام عام 1976 ولكن عاد الاتحاد ولغى أمر البطاقات بسبب كثرتها حيث بلغ عددها عام 1980 3520 انذارا و 114 حالة طرد وياتي ذلك لاستخدام الحكام للبطاقات بطريقة استفزازية!
ولكن وفي النهاية وفي عام 1988 عاد الاتحاد الانجليزي الى استخدام البطاقات بعد الحاح من الاتحاد الدولي نظرا لاشتهار الدوري ومتابعته من جميع انحاء العالم.
اقتبست فكرة البطاقات الصفراء والحمراء التي تشهر امام اللاعبين في حال ارتكابهم أخطاء خلال المباريات من اشارات المرور العالمية وكان وراء ذلك حكم بريطاني في 24 تموز/يوليو 1966 خلال توقفه امام احداها في العاصمة البريطانية لندن وفي غمرة مونديال انكلترا 1966.
وتبادرت الفكرة الى ذهن هذا الحكم خلال توقفه امام احدى اشارات المرور في رايت لين، احد احياء شارع هاي كينزينغتون، فتذكر الفوضى التي عمت خلال مباراة الارجنتين وانكلترا في ربع نهائي مونديال 1966 امام 90 الف متفرج.
ولم ترق المباراة الى المستوى المنتظر بسبب الاخطاء الكثيرة التي ارتكبها لاعبو المنتخبين والتي حالت دون ترجمة الفرص الهجومية الى اهداف. وكان الحدث البارز في هذه المباراة في الدقيقة 36 اثر مشادة كلامية بين قائد المنتخب الارجنتيني انطونيو راتان والحكم الالماني رودولف كريتلين حيث احتج الاول على الثاني بداعي تحيز الاخير للمنتخب الانكليزي.
واشار الحكم الى قائد الارجنتين بالابتعاد عنه من أجل مواصلة اللعب بيد ان الاخير رفض ذلك واحتج بشدة على كريتلين الذي لم يفهم ما كان يردده راتان فأمره بالتوجه الى غرف الملابس فلم يتقبل الارجنتيني الامر وبقي على ارضية الملعب مواصلا احتجاجاته. ولم يتوقف الامر عند هذا الحد بل التف لاعبو المنتخب الارجنتيني حول الحكم معترضين على قراراته قبل ان ينسحبوا من ارضية الملعب.
وتدخل مسؤولو المنتخب الارجنتيني لاعادة الامور الى نصابها وطلبوا من اللاعبين العودة الى ارضية الملعب ومواصلة اللعب، وتدخل رئيس لجنة التحكيم وأقنع راتان، الذي كان يطالب بمترجم للتحدث الى الحكم، بمغادرة الملعب وبالتالي تم تفادي اول حادثة انسحاب في العرس الكروي العالمي.
وانتهت المباراة بفوز المنتخب الانكليزي بهدف نظيف، لكن اللاعبين والمسؤولين الارجنتينيين لم يتقبلوا الخسارة وقاموا باحداث شغب بعد الصافرة النهائية للحكم الالماني. واوضحت الصحف ان الاخير أنذر بوبي وجاكي شارلتون وهو ما نفاه الاخيران. وقرر الاتحاد الدولي (فيفا) فتح تحقيق عاجل في الموضوع استغرق ساعات عدة، وفرضت عقوبات قاسية على الاتحاد الارجنتيني بينها غرامات مالية وايقافات بحق راتان ولاعبين اخرين.
وعندما كان السائق يتذكر هذه الحادثة لفت انتباهه الاشارات الضوئية فالاخضر يفسح المجال للمرور يليه الاصفر الذي يحذر بالتمهل والاستعدادا للوقوف عندما يضيء الاحمر، فصرخ قائلا :"يمكننا استعمال بطاقات ملونة لتحديد الانذارات والطرد، ومن هنا قرر الحكم الدولي السابق كن استون، الذي قاد نهائي كأس انكلترا، تطبيق نظام البطاقات في مونديال المكسيك عام 1970.
وكان الحكم الالماني كورت تشينشر اول من أشهر البطاقة الصفراء خلال قيادته المباراة الافتتاحية لمونديال المكسيك عندما أشهرها في وجه الروسي اساتياني، قبل ان يشهر 4 بطاقات صفراء اخرى في المباراة ذاتها. ووزعت البطاقات الصفراء بعد ذلك بمعدل واحدة في المباريات ال31 التي اقيمت بعد المباراة الافتتاحية، فيما لم تشهر اي بطاقة حمراء في هذا المونديال التي تميز بالروح الرياضية.
وتعمم نظام البطاقات في العالم بأسره وبدأ منذ ذلك الحين يطبق في جميع المباريات. وكان الحكام يستعملون أحيانا البطاقات الخضراء أيضا للفت نظر الاطباء بالدخول الى ارضية الملعب في حال اصابة احد اللاعبين. وكانت هناك ايضا بطاقات زرقاء للدعوة الى الانضباط والروح الرياضية.
وطبق النظام ذاته في العديد من الالعاب الرياضية ابرزها الركبي والهوكي.
ولم يتوقف ابداع استون عند البطاقات الملونة فحسب بل انه كان وراء تحديد بدلة موحدة للحكام وحمل حكمي التماس للراية للاعلان عن الاخطاء وحالات التسلل بالاضافة الى اضافة الحكم الرابع والاعتماد على اللوحة للاعلان عن التبديلات خلال المباريات، كما ان قوانين حالية عدة للعب يعود الفضل في اقرارها الى الحكم استون.
وحظي استون بشعبية كبيرة في اميركا وتم استدعاؤه مرات عدة لحضور ندوات الاتحاد الاميركي للعبة وتقديم النصائح فيها. وتخليدا لدور استون في كرة القدم اعرب حكام الاتحادين الاميركي والانكليزي عن املهم في وضع لوحة تذكارية في شارع هاي ستريت كينزينغتون حيث ولدت فكرة البطاقات الملونة، وربما يقوم الفيفا بذلك احتفالا بالذكرى المئوية لتأسيسه.