أياً كان اسم الفائز بجائزة "أفضل لاعب في العالم" فإن الأصوات سترتفع تلقائياً لتشير إلى عدم أحقية هذا اللاعب أو ذاك، ووجود من كان يستحق اللقب المرصع بالذهب أكثر منه.
هذا العام ومنذ إعلان القائمة الأوليّة المكونة من 50 اسماً وحصول برشلونة الإسباني على حصة الأسد بتواجد 10 لاعبين من صفوفه ضمن اللائحة، واكتفاء ريال مدريد بنصف هذا العدد من المرشحين، بدأ مشجعو الفريق الملكي وكتاب الرأي في الصحف الإسبانية القريبة منه ينتقدون الهيمنة الكاتالونية على اختيارات الفيفا.
السهام في مرمى برشلونة
تطور هذا الجدل لدى الإعلان عن قائمة الـ23 لاعباً بالأخص حول لاعب برشلونة الجديد سيسك فابريغاس، فمنهم من رأى أن الأخير بمجرد انتقاله للنادي الإسباني أصبح دخوله تلقائياً لقائمة أفضل اللاعبين في العالم، واعتبر أن أداءه في أرسنال في نصف السنة الماضية لا يؤهله لذلك، وكذلك بالنسبة للظهير الفرنسي إيريك أبيدال.
غير أن حصول اللاعبين الإسبانيين على 7 أسماء في القائمة و11 من الذين ينشطون في الليغا يعطي العديد من الإشارات حول خارطة القوى الكروية الحالية.
هذا ما يؤكده السير أليكس فيرغسون المدير الفني لفريق مانشستر يونايتد الإنكليزي، حين رأى أن إسبانيا حالياً مركز "توازن كرة القدم" كما وصفها عندما قال: "في الواقع وجود الكثير من اللاعبين الإسبانيين في القائمة يخبرك بكل شيء" ويضيف: "إنها ليست صدمة لكنها مثيرة للاهتمام".
لاعب بريطاني واحد
ولم يستغرب فيرغسون عدم تواجد أي لاعب إنكليزي أو بريطاني باستثناء واين روني، في حين تضم القائمة ثلاثة لاعبين من الدوري الإنكليزي الممتاز هم الأرجنتيني سيرخيو أغويرو والأورغوياني لويس سواريز وزميل روني في مانشستر البرتغالي ناني.
ويرى بعض المتابعين أن لاعبين مثل الألماني سامي خضيرة والأوروغوياني دييغو فورلان وأبيدال والكاميروني صامويل إيتو لا يستحقون التواجد ضمن القائمة في حين أنه تم استبعاد لاعبين آخرين قدموا موسماً رائعاً مثل: التشيلي أليكس سانشيز لاعب برشلونة (لأدائه المتميز في ناديه السابق أودينيزي) والبرازيلي مارسيلو لأدائه اللافت في ريال في الموسم المنصرم والكولومبي راداميل فالكاو لاعب أتلتيكو مدريد وبورتو سابقاً لتقديمه موسماً ممتازاً مع فريقه البرتغالي وتسجيله هدفاً منحه البطولة للمرة الثانية في تاريخه.
تاريخ من الجدل
حين فاز الإيطالي فابيو كانافارو بجائزة فرانس فوتبول التي تمنح لأفضل لاعب في أوروبا، في عام 2006 لقيادته منتخب بلاده للفوز ببطولة العالم، علت أصوات عديدة تشكك بأحقية المدافع المنتقل إلى ريال مدريد ذلك الموسم، رغم أنه حقق أهم بطولة كروية. في الاتجاه ذاته انتقد بعض المحللين والجماهير الكروية فوز ليونيل ميسي العالم الماضي بالجائزة رغم أنه لم يحقق البطولة العالمية وخرج منتخب بلاده بخفي حنين من جنوب أفريقيا 2010.
ولاحقاً كانت الانتقادات تحتد حول القائمة الثلاثية فتكاد لا تمر سنة دون التشكيك في أحقية الثلاثي المرشح لجائزة أفضل لاعب وبلغت أوجها العام الماضي لدى ترشح ثلاثي برشلونة (ميسي وإنييستا وتشافي) وغياب الهولندي ويسلي سنايدر لاعب إنتر ميلان بعد مساهمته في فوز فريقه بدوري أبطال أوروبا وتأهل منتخب بلاده للمباراة النهائية في كأس العالم جنوب أفريقيا 2010، غير أن القنبلة التي شغلت الصحافة لشهور عديدة هي لحظة لفظ مقدم حفل جوائز الفيفا لاسم ميسي وليس تشافي ولا إنييستا فالعديد من الصحفيين والمحللين أشاروا إلى عدم أحقية الأرجنتيني ليس بسبب أداءه بل في ظل تألق الثنائي الإسباني (تشافي - إنييستا) المزدوج في برشلونة وإسبانيا.
ويحصل مسي هذا العام على إجماع شبه تام بأنه المرشح الأول للحصول على الجائزة رغم استمرار غيابه عن التألق الدولي مع التانغو.
بين فرانس فوتبول والفيفا
يقدم الإتحاد الدولي لكرة القدم فيفا جائزة "أفضل لاعب في العالم" حسب نظام تصويت خاص منذ عام 1991، أما مجلة فرانس فوتبول فتمنح جائزة سنوية لأفضل لاعب كرة قدم منذ عام 1956.
وكانت الجائزة تمنح في البداية للاعبين الأوروبيين، وفي عام 1995 تم تعديل القانون وأصبحت تمنح للاعبيين الذين يلعبون في أندية أوروبية. وكان الليبيري جورج ويا أول لاعب غير أوروبي يمنح الجائزة وذلك عام 1995. وفي سنة 2007 أصبحت الجائزة تمنح لجميع اللاعبين ولم تعد تقتصر على اللاعبين المحترفين في الأندية الأوروبية.
وكانت المجلة الفرنسية هي التي تختار اللاعب الذي سيُمنح الجائزة قبل أن يصبح التصويت من قبل الصحفيين المختصين بكرة القدم. ومنذ عام 2010 أي بعد دمجها بجائزة الفيفا أصبح نظام التصويت إضافة للصحفيين، استمارة توزع على مدربي وكباتن جميع المنتخبات العالمية يوجد فيها الأسماء الثلاثة المرشحة لاختيار أفضل لاعب.
قائمة اللاعبين المختارة
اللاعبون الثلاثة والعشرون (بحسب الترتيب الأبجدي لأسمائهم بالأحرف اللاتينية) المتنافسون على نيل جائزة كرة FIFA الذهبية لعام2011:
إيريك أبيدال (فرنسا)، سيرخيو أغويرو (الأرجنتين)، كريم بنزيمة (فرنسا)، إيكر كاسياس (إسبانيا)، كريستيانو رونالدو (البرتغال)، داني ألفيش (البرازيل)، صامويل إيتو (الكاميرون)، سيسك فابريغاس (إسبانيا)، دييغو فورلان (الأوروغواي)، أندريس إنييستا (إسبانيا)، ليونيل ميسي (الأرجنتين)، توماس مولر (ألمانيا)، ناني (البرتغال)، نيمار (البرازيل)، مسعود أوزيل (ألمانيا)، جيرار بيكيه (أسبانيا)، واين روني (إنكلترا)، باستيان شفاينشتايغر (ألمانيا)، ويسلي سنايدر (هولندا)، لويس سواريز (الأوروغواي)، دافيد فيا (أسبانيا)، تشابي ألونسو (إسبانيا)، تشافي هرنانديز (إسبانيا).
الجدير بالذكر أنه في الخامس من كانون الأول/ ديسمبر سيتم حصر المرشحين في ثلاثة لاعبين فقط وسيعلن عن الفائز بجائزة أفضل لاعب في العالم لعام 2011 في حفل الفيفا السنوي في مدينة زيوريخ السويسرية في التاسع من كانون الثاني/يناير المقبل.